
إذا كنت صاحب عمل... فأنت بالتأكيد تبحث عن أي طريقة تساعدك على تطوير مهاراتك الشخصية والعملية.
إذا كنت تفكر في بدء مشروعك الخاص... فمن المحتمل أن تراودك دائمًا العديد من الأسئلة حول كل ما يتعلق بالأعمال التجارية والعمل التجاري.
كل هذه الأسئلة والمحاولات تجلب لك أيضاً العديد من الأحلام الجميلة حول ذلك اليوم الذي ستشهد فيه عملك ينمو ويزدهر أمامك، ومخاوف كثيرة حول:
هل الآن هو الوقت المناسب لبدء مشروعك الخاص أم أنك لا تزال بحاجة إلى تطوير مهاراتك كصاحب عمل؟ إذن ما هي هذه المهارات التي تحتاجها كصاحب عمل؟ هل لديك بالفعل أي من هذه المهارات أو جميعها؟
مهارات أساسية يجب أن يتمتع بها كل صاحب عمل
تنمية المهارات تشبه إلى حد كبير تنمية العضلات. كلاهما يتطلب الممارسة والوقت والصبر لتحقيق النتيجة المرجوة والانتقال من المبتدئ إلى الاحتراف.
في مقال اليوم سأناقش معك مهارات أساسية عليك كصاحب عمل أن تفكر فيها لتتمكن من إتقان كل مهارة.
التحليل والمراجعة
مهارة التحليل والمراجعة المستمرة... هي المهارة التي ستحتاج إلى إتقانها إذا كنت تريد تحقيق نتائج أفضل لكل شيء في حياتك، لأنك من خلال هذه المهارة ستتعلم تحسين النتائج نحو الأفضل دائمًا.
أما بالنسبة للجانب المهني: إذا كنت تدرس حاليًا كيفية بدء مشروعك الخاص، أو إذا كنت قد قمت بذلك بالفعل، ففي رأيي أن مهارة التحليل والمراجعة هي أبسط وأقوى مهارة.
تسألني لماذا؟ حسناً... في البداية السؤال لا يخضع للقوانين العلمية الثابتة، لكنه يخضع لخبرتي العملية.
على سبيل المثال: في كل الأوقات التي شعرت فيها أن عملي يسير على ما يرام (وكان كذلك بالفعل)، لم أكن أدرك مدى أهمية تحليل الوضع الحالي.
ولذلك، لم أهتم كثيرًا بتحليل وضعي في ذلك الوقت ودراسة الخطوات التي اتخذتها لتنمية أعمالي والنتائج التي حققتها من خلال تلك الخطوات. في النهاية، النتائج التي حصلت عليها لم تكن صحيحة.
بالتأكيد، أعتقد اليوم أنني لو قمت بدراسة وتحليل منطقي وعملي لأمور في ذلك الوقت، كما حددت أولوياتي وأهدافي وراجعتها بشكل مستمر في كل مرحلة، لكانت النتائج ربما تغيرت كثيراً للأفضل.
كصاحب عمل، يجب أن تهتم بمعرفة العناصر والمحاور الأساسية التي يمكنك استخدامها لنجاح عملك.
ستجد في المقال التالي بعض هذه المواضيع، التي يمكنك تطبيقها لإحداث فرق ملحوظ في عملك، لذا أنصحك بقراءتها من خلال الرابط أدناه، بعد الانتهاء من قراءة المقال الحالي.
فيما يلي الجوانب الأساسية الثلاثة لنجاح الأعمال (من خلال تجربتي):
سوف تجني العديد من الفوائد عندما تتحكم بشكل مباشر في تحليل وضع عملك، بما في ذلك:
ستشعر براحة نفسية
بالطبع، نحتاج جميعًا إلى الشعور بالراحة النفسية، لكن المشكلة في الواقع مختلفة تمامًا بالنسبة لأولئك الذين يمتلكون أعمالهم الخاصة، خاصة إذا كان لديهم فريق لإدارته والمسؤوليات الثقيلة التي تأتي معه.
وقد لا يتمكنون من النوم ليلاً لأنهم يفكرون كثيراً في كل ما يتعلق بأعمالهم وفي كافة المسؤوليات التي يحملونها على أكتافهم.
ستتمكن من بناء خطط بديلة بسهولة أكبر
إذا قمت بتحليل وضع السوق الحالي الخاص بك بشكل مستمر في نهاية كل شهر، ثم قمت بتقدير أن هناك العديد من المؤشرات التي تشير، على سبيل المثال، إلى انخفاض نسبة الربح، فيمكنك بسهولة العثور على أكثر من مؤشر واحد. خطة بديلة تعتمد عليها في الشهر القادم، حتى لا يتكرر معك نفس الشيء مرة أخرى.
وجود فرصة للإبداع والابتكار
الإبداع شيء رغم بساطته في كثير من الأحيان إلا أنه عملية تتطلب جهدا، وعندما تحلل كل شيء يتعلق بعملك تكون على يقين من أن لديك مخزونًا كبيرًا من الأفكار الجديدة التي يمكنك تنفيذها، لأن الأفكار تأتي دائمًا لتؤدي العمل نفسه.
سوف ترى أهدافك بشكل أوضح
في بعض الأحيان تبدأ بفكرة مشروع في تخصص معين، ثم تجد سريعاً فكرة أخرى تظن أنها قد تكون أكثر ربحية، فتبدأ بها وتتخلى عن الفكرة الأولى.
لكن بينما تعمل بشكل مستمر على دراسة وتحليل الفكرة التي تعمل عليها أو تعمل على تنفيذها، فإن قائمة أهدافك سوف تتقلص أمامك، وتصبح أكثر وضوحا مع مرور الوقت.
إدارة الأزمات
إدارة الأزمات مصطلح واسع ومعقد للغاية. هذه مهارة صعبة للغاية، وعملية إتقانها ليست سهلة. يتطلب الأمر الكثير من الطاقة والجهد والتفكير لتمنحك القدرة على الإدارة الأزمات والمواقف الصعبة بهدوء وحكمة.
لكن لحسن الحظ، لديك اليوم العديد من المصادر النظرية التي يمكنك تطبيقها بشكل عملي مباشر، دون إضاعة وقتك وطاقتك وجهدك في تجارب عديدة.
فإذا تمكنت كصاحب عمل من تدريب نفسك على إتقان هذه المهارة مع كل أزمة تمر بها، فسوف تحقق نتيجة رائعة تعود بالنفع على تطورك وتطوير مشروعك أو عملك.
العمل هو في الأساس عملية "حل المشكلات التي يواجهها الناس". ولذلك فإن الأزمات في عالم الأعمال لا يمكن أن تنتهي أبداً، ولكن هناك ما يشبه مقياس الحرارة الذي نقيس به درجات الحرارة، وبفضله نستطيع قراءة مؤشره والبحث عن القيم. في حال شعرنا أن درجات الحرارة تميل إلى الانخفاض أو الارتفاع.
باعتبارك صاحب عمل، ستستفيد من العديد من الفوائد عندما تتقن مهارات إدارة الأزمات، بما في ذلك:
ستحصل على النسخة الأكثر نضجاً من نفسك كصاحب عمل
من خلال تعلم كيفية إدارة حياتك بشكل عام، ومن ثم الانتقال إلى إدارة الأزمات الشخصية والمهنية التي تواجهك بين الحين والآخر، ستحقق النسخة الناضجة من شخصيتك.
هذه الشخصية هي التي تعرف كيف تجد الحلول المشاكل التي تواجهها، وهي أيضاً التي تستطيع تحويل المواقف السلبية إلى مواقف إيجابية تعمل لصالحها.
ستخلق المزيد من الفرص التي يمكنك استغلالها
الشخصية الناضجة في عالم الأعمال لا تقوم فقط بتحويل المواقف السلبية إلى إيجابية، كما شرحت لك في النقطة السابقة، بل هي شخصية يمكنها من خلال العديد من الأزمات والمواقف المختلفة أن تخلق العديد من الفرص الفريدة الجديدة..
على سبيل المثال: إذا مررت بأزمة صعبة في حياتك المهنية، ثم اكتشفت حلولاً يمكنك استخدامها للخروج من هذه الأزمة، وقمت بالفعل بتطبيق أحد هذه الحلول، وفي النهاية تمكنت من الخروج منها .
لا يزال أمامك العديد من الحلول التي لم تستخدمها بعد، وكل واحد منها يمثل فرصة يمكنك التوسع فيها إلى شيء آخر. نعم، هذا ما تفعله الشخصية التي تتعلم إدارة أزماتها بذكاء وهدوء وإصرار لتخرج فائزاً لا خاسراً.
ستتخلص من كذبة أنه ليس لديك وقت
عندما تأخذ الوقت الكافي لتنظيم المهارات التي تريد إتقانها، ثم تأخذ وقتًا إضافيًا لتحديد أفضل الأساليب أو المصادر التي ستستخدمها في عملية التعلم، فسيكون لديك الوقت الكافي لإكمال مهامك .
ستتخلص بعد ذلك من الكذبة والحيلة الشهيرة التي نستخدمها عندما نقول ليس لدينا الوقت، أو أنه ليس لدينا الوقت الكافي للقيام بكل هذا.
بشكل عام، يعد تنظيم الوقت أيضًا من أهم المهارات التي نفتقر إليها جميعًا اليوم، في ظل الحياة التكنولوجية التي تحاول فيها جميع القنوات التسويقية جذب انتباهنا.
سوف تتعلم المهارات التي تحتاجها حقًا
هناك عدد لا حصر له من المهارات التي يجب أن نتعلمها جميعًا، ولكن عندما تقوم بتقييم مدى أهمية كل من هذه المهارات بالنسبة لك، فسوف تتعلم المهارات التي تحتاجها بالفعل الآن.
في رأيي، كصاحب عمل، عليك إدراج مهارات التفاوض والتسويق الرقمي ضمن أهم المهارات المهنية التي عليك اكتسابها، لأنها ستتيح لك تحقيق أعلى الأرباح لعملك مهما كان تخصصك.
ستجد طريقة التعلم المثالية لك
كل واحد منا لديه طريقة مثالية للتعلم. فإذا نجح في ذلك فإن عملية التعلم ستصبح أمراً سهلاً للغاية ، وهذا ما ستكتشفه بنفسك عندما تبدأ في التعلم بسرعة وفي وقت قصير .
على سبيل المثال: هل ستتبع أسلوب التعليم الذاتي، أو التعلم عبر الإنترنت، أم ستخضع لتدريب مباشر مع متخصصين، وما إلى ذلك؟
هل تفضل التعلم كجزء من فريق يضم أشخاص آخرين للتعلم معًا والقيام بأنشطة وتمارين تعليمية مختلفة معًا، أم تفضل أسلوب التعلم الفردي الذي تكون فيه مع محاضر أو مدرب متخصص وجهًا لوجه من خلال جلسة تعليمية فردية لك وحدك؟
عندما تبدأ بتطبيق نظام التعلم بجودة عالية في أقصر وقت ممكن، مع مرور الوقت ستكتشف ما هي الطريقة المثالية لعقلك للتعلم، حتى تحصل على أقصى استفادة من التعلم وفق هذا النظام.
ستتعلم كيفية وضع جدول لكل مهارة، ثم تنظيم جدولك بناءً على ذلك.
عندما تبدأ في تعلم الكتابة، على سبيل المثال، من أجل كتابة محتوى لصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بمشروعك، فإنك تبدأ فعليًا في تعلمها من أي مصدر.
ولكن في النهاية للحظة تتذكر أنه عليك أن تتعلم كيفية إنشاء الإعلانات الممولة على فيسبوك، ثم تترك مهارة الكتابة وتنتقل إلى مهارة إنشاء الإعلانات، وعلى طول الطريق قد تتفاجأ أيضًا بوجود هذه المهارة أو تلك كان يجب أن تبدأ به، ويستمر في الدوران في هذه الدائرة.
ولكن عندما تحدد جدولًا لكل مهارة ثم تنظم جدولك وفقًا لذلك، فسوف تنهي حالة الإلهاء هذه بسهولة.
إحدى الدورات المفيدة التي يمكنك استثمار وقتك فيها هي دورة "تعلم كيف تتعلم". هذه الدورة متاحة على موقع كورسيرا. أترك لك الرابط أدناه، حتى تتمكن من معرفة كافة محتويات الدورة وتفاصيلها.
تعلم كيف تتعلم
المهارة الرابعة: اتخاذ القرار
نت تتخذ قرارًا بشأن الملابس التي ترتديها، وقرارًا بشأن نوع الطعام الذي تتناوله، وقرارات بشأن علاقاتك مع الأصدقاء والعائلة. لماذا أعتبر اتخاذ القرار مهارة يجب عليك إتقانها كصاحب عمل؟
في الحقيقة المشكلة لا تكمن في اتخاذ القرارات، بل في اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب لتحقيق أعلى المكاسب أو تجنب الخسائر.
كصاحب عمل، سوف تواجه أشياء كثيرة على أساس يومي وأسبوعي وشهري وسنوي. كل هذه الأمور ستجبرك على اتخاذ قرار، ويمكنك تأجيل بعضها والتفكير فيها كما يحلو لك، بل والتشاور. أحبائك ومن تثق بآرائهم عندما تحتار في أمرك.
ولكن يجب اتخاذ العديد من القرارات بسرعة، لأن التغيرات المفاجئة في السوق لن تمنحك مساحة للتفكير والتخطيط، ولأن العديد من مهام العمل ستنشأ عن هذه القرارات.
ولذلك فإن المشكلة تتطلب أن تعرف كيف تتقن القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، وأن تتحمل أيضاً العواقب مهما كانت.
سوف تتمتع بالعديد من المزايا كصاحب عمل عندما تتقن مهارات اتخاذ القرار، بما في ذلك:
ستتعلم القدرة على مواجهة الأحداث
عندما تتعلم كيفية اتخاذ القرارات، ستتمكن من التعامل مع الأحداث ولن تتمكن بأي حال من الأحوال من الهروب من الأزمات والمشاكل في العمل. على العكس من ذلك، سوف تفكر دائمًا في كيفية إيجاد حلول آمنة بأقل قدر ممكن من الخسارة. بل وستتحمل الخسائر إذا اتخذت قرارات خاطئة.
سوف يقلل من معدل اتخاذ القرارات السيئة
كلما تدربت على اتخاذ قرارات حكيمة، كلما قل تعرضك لاتخاذ قرارات سيئة، وهذا يأتي من القرارات السيئة التي نتخذها، لأنها هي التي تعلمنا تحقيق أفضل مستوى ممكن من اتخاذ القرار الصحيح.
ستتعلم ألا تندم بل تتعلم
لقد شعرنا جميعًا بالندم يومًا ما بسبب القرارات السيئة التي اتخذناها في الماضي، والحقيقة أننا اليوم نفكر ونتعامل مع قرارات الماضي بحكمة وخبرة، على الرغم من أن كل القرارات السيئة التي اتخذناها في الماضي هي سبب تجربتنا الحالية.
لكن مع الوقت والتدريب الذي كانت خبرتك السابقة محدودة، ستصل إلى رؤية مختلفة لعملية اتخاذ القرار، فتنتقل من مرحلة الندم إلى مرحلة التعلم.
المهارة الخامسة: القيادة
في النهاية لا بد من وجود مهارة واحدة تغطي كافة المهارات التي يسعى أصحاب الأعمال لاكتسابها، وبدون هذه المهارة لن تتمكن من تحسين وتنمية حياتك الشخصية أو المهنية.
أن تصبح قائدًا لنفسك هي في المقام الأول المهمة الأكثر صعوبة على الإطلاق. القيادة مهارة لا يتقنها إلا القليل من الناس.
خلال رحلة معقدة مليئة بالتفاصيل والأسرار والتحديات والمهام الصعبة، ستكتشف أن الكثير من الأشياء والأحداث والأشخاص يحاولون إرجاعك إلى الوراء، وربما ستشعر أن كل شيء حولك يعمل ضدك، الظروف المادية والمعنوية و ، في كثير من الحالات، ظروف الحياة الشخصية.
هنا كثيرون في حيرة، وبعضهم مشتت، والأغلبية العظمى تتراجع خوفا أو استسلاما، بينما قليلون هم الذين يتقدمون مثل القطارات السريعة التي لا يمكن لأي شيء أن يعترض طريقها أو يعيقها، فالسرعة لا يمكن أن تتباطأ فجأة في مواجهة أي شيء يظهر في طريقها.
ويأتي بعد ذلك دور آخر لك كقائد، وهو قيادتك ضمن فريق عملك، وماذا ستفعل وكيف ستتعامل معه، وما هي القوانين والآليات التي ستنظم رحلة عملك .
وهنا أيضًا، ستحدث القيادة فرقًا في نجاحك المهني كصاحب عمل.
في مقال اليوم اكتشفنا معًا 5 مهارات ناعمة، أو كما يطلق عليها المهارات الناعمة، التي عندما يتمكن صاحب العمل من إتقانها، يضمن لنفسه ولعمله رحلة نجاح رائعة.
وفي نهاية المقال أود أن أذكرك أن رحلة بدء مشروعك الخاص هي رحلة شاقة للغاية، وهي رحلة ستتطلب منك تقديم الكثير من التضحيات واتخاذ الكثير من القرارات المعلقة وتكريس الكثير. من الوقت. ساعات من التعلم والبحث والقيام بالكثير من الأشياء، وفي بعض الأحيان لن تحصل على النتائج التي تتوقعها.
وهذا يكشف الفرق بين الشخص الذي يريد بشدة إنشاء كيان تجاري ناجح وبين الحالم الذي يحلم فقط بالنجاح والمال دون أن يفعل أي شيء حيال ذلك.
ولا تنسوا مشاركة مقال اليوم عبر حساباتكم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ليستفيد جميع أصحاب الأعمال .